ومن أقوال أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال لأصحابه مرة:
استعيذوا بالله من خشوع النفاق. قالوا: يا أبا الدّرداء وما خشوع النفاق؟ قال: أن يرى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع.
وقد ثبت عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أنه قال «أول ما يسلب من هذه الأمة الخشوع» فترى الناس يصلون في المساجد لا تكاد تجد فيهم رجلا خاشعا، (استعيذوا بالله من خشوع النفاق) أن يرى الجسد خاشعا مطرقا في الصلاة ولكن القلب ليس بخاشع، هذه حال أهل النفاق لأنهم في الصلاة يصلون مع المسلمين ولكن قلوبهم ليست خاشعة لله؛ بل يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا.لماذا قال أبو الدرداء (استعيذوا بالله من خشوع النفاق)؟ ليُقِرَّ في قلوبنا أن لا نجعل ذلك أمرا مسلما مرضيا به، كثيرون من يكون في قلوبهم عدم الخشوع ويكون خشوعهم خشوع بدن وهو يعلم أن قلبه ينازعه إلى أنواع من الكبائر والمنكرات وينازعه إلى أنواع من ترك الواجبات، ثم يقول له أبو الدرداء (استعيذوا بالله من خشوع النفاق) يعني إذا كنت على هذه الحال فلا ترض من نفسك في هذه الحال بل استعذ بالله واتجه إليه واعتصم به ولذ به أقبل عليه لكي يزيل ما بقلبك من خشوع النفاق الذي هو أن يكون القلب غير خاشع، ترى الناس يصلون ولكن الخاشع منهم قليل، كان صحابة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يتعبدون العبادة وربما كان من بعدهم أكثر منهم؛ ربما كان من بعدهم أكثر منهم تعبدا ولكن كانوا يتعبدون بقلوب خاشعة.