ايهاب الشناوى عضو فعال
عدد المساهمات : 89 تاريخ التسجيل : 04/01/2008
| موضوع: مقدمة البحر المحيط فى الفقة الخميس يناير 24, 2008 9:12 am | |
| <table align=center border=0><tr><td align=right> بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْمُحَقِّقُ أَفْضَلُ الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَبُرْهَانُ الْمُحَقِّقِينَ ، كَهْفُ الْأَئِمَّةِ وَالْفُضَلَاءِ ، زُبْدَةُ نَحَارِيرِ الْعُلَمَاءِ ، شَيْخُ الْإِسْلَامِ وَعُمْدَةُ فُضَلَاءِ الزَّمَانِ ، بَدْرُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَقِيرِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى عَبْدُ اللَّهِ الزَّرْكَشِيُّ الشَّافِعِيُّ ، سَقَى اللَّهُ ثَرَاهُ ، وَفِي دَارِ الْخُلْدِ مَأْوَاهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسَّسَ قَوَاعِدَ الشَّرْعِ بِأُصُولِ أَسَاسِهِ ، وَمَلَّكَ مَنْ شَاءَ قِيَادَ قِيَاسِهِ ، وَوَهَبَ مَنْ اخْتَصَّهُ بِالسَّبْقِ إلَيْهِ عَلَى أَفْرَادِ أَفْرَاسِهِ ، وَأَوْلَى عِنَانَ الْعِنَايَةِ مَنْ وَفَّقَهُ لِاقْتِبَاسِهِ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، شَهَادَةً يَتَقَوَّمُ مِنْهَا الْحَدُّ بِفُصُولِهِ وَأَجْنَاسِهِ . وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي رَقَى إلَى السَّبْعِ الطِّبَاقِ بِبَدِيعِ جِنَاسِهِ ، وَآنَسَ مِنْ الْعُلَا نُورًا هَدَى الْأُمَّةَ بِإِينَاسِهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَا قَامَتْ النُّصُوصُ بِنَفَائِسِ أَنْفَاسِهِ ، وَاسْتُخْرِجَتْ الْمَعَانِي مِنْ مِشْكَاةِ نِبْرَاسِهِ . أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ أَوْلَى مَا صُرِفَتْ الْهِمَمُ إلَى تَمْهِيدِهِ ، وَأَحْرَى مَا عُنِيَتْ بِتَسْدِيدِ قَوَاعِدِهِ وَتَشْيِيدِهِ ، الْعِلْمُ الَّذِي هُوَ قِوَامُ الدِّينِ ، وَالْمَرْقَى إلَى دَرَجَاتِ الْمُتَّقِينَ . وَكَانَ عِلْمُ أُصُولِ الْفِقْهِ جَوَادَهُ الَّذِي لَا يُلْحَقُ ، وَحَبْلَهُ الْمَتِينَ الَّذِي هُوَ أَقْوَى وَأَوْثَقُ ، فَإِنَّهُ قَاعِدَةُ الشَّرْعِ ، وَأَصْلٌ يُرَدُّ إلَيْهِ كُلُّ فَرْعٍ . وَقَدْ أَشَارَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَوَامِعِ كَلِمِهِ إلَيْهِ ، وَنَبَّهَ أَرْبَابُ اللِّسَانِ عَلَيْهِ ، فَصَدَرَ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ مِنْهُ جُمْلَةٌ سَنِيَّةٌ ، وَرُمُوزٌ خَفِيَّةٌ ، حَتَّى جَاءَ الْإِمَامُ الْمُجْتَهِدُ مُحَمَّدُ بْنُ إدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَاهْتَدَى بِمَنَارِهِ ، وَمَشَى إلَى ضَوْءِ نَارِهِ ، فَشَمَّرَ عَنْ سَاعِدِ الِاجْتِهَادِ ، وَجَاهَدَ فِي تَحْصِيلِ هَذَا الْغَرَضِ السَّنِيِّ حَقَّ الْجِهَادِ ، وَأَظْهَرَ دَفَائِنَهُ وَكُنُوزَهُ وَأَوْضَحَ إشَارَاتِهِ وَرُمُوزَهُ ، وَأَبْرَزَ مُخَبَّآتِهِ وَكَانَتْ مَسْتُورَةً ، وَأَبْرَزَهَا فِي أَكْمَلِ مَعْنًى وَأَجْمَلِ صُورَةً ، حَتَّى نَوَّرَ بِعِلْمِ الْأُصُولِ دُجَى الْآفَاقِ ، وَأَعَادَ سُوقَهُ بَعْدَ الْكَسَادِ إلَى نَفَاقٍ . وَجَاءَ مَنْ بَعْدَهُ ، فَبَيَّنُوا وَأَوْضَحُوا وَبَسَطُوا وَشَرَحُوا ، حَتَّى جَاءَ الْقَاضِيَانِ : قَاضِي السُّنَّةِ أَبُو بَكْرِ بْنُ الطَّيِّبِ وَقَاضِي الْمُعْتَزِلَةِ عَبْدُ الْجَبَّارِ ، فَوَسَّعَا الْعِبَارَاتِ ، وَفَكَّا الْإِشَارَاتِ ، وَبَيَّنَا الْإِجْمَالَ ، وَرَفَعَا الْإِشْكَالَ . وَاقْتَفَى النَّاسُ بِآثَارِهِمْ ، وَسَارُوا عَلَى لَاحِبِ نَارِهِمْ ، فَحَرَّرُوا وَقَرَّرُوا ، وَصَوَّرُوا ، فَجَزَاهُمْ اللَّهُ خَيْرَ الْجَزَاءِ ، وَمَنَحَهُمْ بِكُلِّ مَسَرَّةٍ وَهَنَاءٍ . ثُمَّ جَاءَتْ أُخْرَى مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ ، فَحَجَرُوا مَا كَانَ وَاسِعًا ، وَأَبْعَدُوا مَا كَانَ شَاسِعًا ، وَاقْتَصَرُوا عَلَى بَعْضِ رُءُوسِ الْمَسَائِلِ ، وَكَثَّرُوا مِنْ الشُّبَهِ وَالدَّلَائِلِ ، وَاقْتَصَرُوا عَلَى نَقْلِ مَذَاهِبِ الْمُخَالِفِينَ مِنْ الْفِرَقِ ، وَتَرَكُوا أَقْوَالَ مَنْ لِهَذَا الْفَنِّ أَصَّلَ ، وَإِلَى حَقِيقَتِهِ وَصَّلَ ، فَكَادَ يَعُودُ أَمْرُهُ إلَى الْأَوَّلِ ، وَتَذْهَبُ عَنْهُ بَهْجَةُ الْمُعَوَّلِ ، فَيَقُولُونَ : خِلَافًا لِأَبِي هَاشِمٍ ، أَوْ وِفَاقًا لِلْجُبَّائِيِّ ، وَتَكُونُ لِلشَّافِعِيِّ مَنْصُوصَةً ، وَبَيْنَ أَصْحَابِهِ بِالِاعْتِنَاءِ مَخْصُوصَةً ، وَفَاتَهُمْ مِنْ كَلَامِ السَّابِقِينَ عِبَارَاتٌ رَائِقَةٌ ، وَتَقْرِيرَاتٌ فَائِقَةٌ ، وَنُقُولٌ غَرِيبَةٌ ، وَمَبَاحِثُ عَجِيبَةٌ . </TD></TR></TABLE> |
| <table width="100%" border=0><TR> <td align=middle>بحث نصى في المرجع</TD> <td align=middle>بحث فقهي في المرجع</TD></TR></TABLE> |
| |
|