اعمل لدار غدا رضوان خازنها ..... والجار احمد والرحمن ناشيها
ارض لها ذهب والمسك طينتها ..... والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن مصفى ومن عسل ..... والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة ..... تسبح الله جهرا في مغانيها
من يشتري الدار بالفردوس يعمرها ..... بركعة في ظلام الليل يحييها
أو سد جوعة مسكين بشبعته ..... في يوم مسغبة عم الغلا فيها
النفس تبكى على الدنيا وقد علمت ..... إن السلامة فيها ترك ما فيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ..... ودارنا لخراب البوم نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ..... إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه ..... ومن بناها بشر خاب بانيها
والناس كالحب والدنيا رحى نصبت ..... للعالمين وكف الموت يلهيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف ..... ولا الفرار من الأحداث ينجيها
تلك المنازل في الأفاق خاوية ..... أضحت خرابا وذاق الموت بانيها
أين الملوك التي عن حظها غفلت .... حتى سقاها بكاس الموت ساقيها
أفنى القرون وأفنى كل ذي عمر ..... كذلك الموت يفني كل ما فيها
نلهو ونأمل آمالا نسر بها ..... شريعة الموت تطوينا وتطويها
فاغرس أصول التقى ما دمت مقتدرا ... واعلم بأنك بعد الموت لاقيها
تجني الثمار غدا في دار مكرمة ..... لا من فيها ولا التكدير يأتيها
الأذن والعين لم تسمع ولم تره ..... ولم يجر في قلوب الخلق ما فيها
فيالها من كرامات إذا حصلت ..... وياله من نفوس سوف تحويها